دعوة الى اعادة التفكير في كل شيء

الاثنين، 20 يوليو 2015

نشأة ستاد الإسكندرية



ولدت فكرة تشييد الاستاد في ذهن اليوناني أنغلو بولاناكي، وكان يعمل مندوبا لمصر باللجنة الأوليمبية الدولية عام 1910، عقب مشاركة مصر في دورة أثينا 1906 ودورة استكهولم الأوليمبية بالسويد عام 1912. اقترح بناء استاد في المدينة التي ولد بها، حتى يمكن تنظيم دورة ألعاب أوليمبية بها، وقدم مذكرة لرئيس مجلس بلدية الإسكندرية في ذاك الوقت، حيث طلب فيها تخصيص قطعة أرض لتشييد استاد رياضي عليها بعد توفير الأموال اللازمة. وبالفعل تمت الموافقة على تلك الفكرة وخُصصت أرض ملك للبلدية مقابل إيجار بمنطقة الشاطبي، وكان موقع الاستاد في مقر نادي الاتحاد السكندري حاليا، وحقق بولاناكي حلمه وبدأ في تنظيم المباريات والمسابقات الرياضية والحفلات بغرض جمع التبرعات لتشييد استاد رياضي ضخم في الفترة من 1910 وذلك حتى عام 1924. وكانت أرض ملعب الشاطبي أول ملعب يرفع عليه العلم الأوليمبي لأول مرة في العالم بحلقاته الخمس عام 1913م رمزا لقارات العالم، والذي ابتكره بيير دي كوبرتان باعث الألعاب الأوليمبية الحديثة ورئيس اللجنة الأوليمبية الدولية في تلك الفترة. وتم رفع العلم بعد ذلك في دورة «آنتويرب» ببلجيكا عام 1920م، حيث توقفت الأوليمبياد بسبب الحرب العالمية الأولى.
وظل بولاناكي يطرح أفكاره على الأعيان وكبار المسؤولين بالإسكندرية لتشييد ملاعب كالتي توجد في اليونان والسويد، وبالفعل شكلت لجنة من أغنياء الإسكندرية ونبلائها من مصريين وأجانب تحت رعاية الملك فؤاد الأول، ملك مصر في تلك الفترة، والذي تحمس للفكرة بشدة، وعقدت اللجنة 55 اجتماعا ما بين 1925 وحتى 1929 م، ووقع الاختيار على المكان الحالي للاستاد في الحي اللاتيني الراقي القريب من حديقة الشلالات والمجاور لحي كوم الدكة الشعبي.
وبدأ بولاناكي في جمع المزيد من التبرعات ونجح في أخذ تبرعات من الملك فؤاد، والأمير عمر طوسون، والعديد من كبار التجار في الإسكندرية، وكلف المهندس المعماري الروسي و.نيكوسوف، الذي أبدع في إكسابه الطراز الروماني القديم بنمط حديث مراعيا احتواء بقايا أجزاء من أسوار الإسكندرية الإسلامية.
والطريف أن مشاركة الإسكندرية في الاوليمبياد بدأت منذ الدورة الأوليمبية الأولى عام 1896، حيث كانت أول مشاركة بالمال، وكان ذلك حينما تبرع تاجر القطن السكندري اليوناني الأصل جورج آفيروف والذي كان يعيش بالإسكندرية بمبلغ مليون درخمة (حوالي 5000 جنيه إسترليني) بهدف تجديد ملعب أثينا، ولولا هذا التبرع بتلك الأموال المصرية لما نظِمت الدورة الأولى ولما عرفت الدنيا الألعاب الأوليمبية الحديثة، لأن الأحوال المالية للحكومة اليونانية كانت شديدة التواضع في تلك الفترة بالمقارنة بمصر. فكان الاعتماد على أبناء الجاليات اليونانية في الخارج، وعلى رأسها الجالية اليونانية في الإسكندرية التي كانت تضم أهم التجار في العالم.
ويقول المعماري الدكتور خالد محمود هيبه، مؤلف كتاب «الخطط السكندرية»، إنه في أعقاب إعداد التصميمات طرح مشروع الاستاد في مناقصة عامة بعد نفاد أموال اللجنة، فتوصلت اللجنة لفكرة جمع الأموال بتنظيمها لمسابقة ياناصيب، وأقبل السكندريون على «الياناصيب» وبيع ما قيمته 60 ألف جنيه مصري، صرف منها 20 ألفا كجوائز ووجه الباقي في عملية البناء. ومضت اللجنة في بناء الملعب حتى سلمته، وأطلق عليه ملعب «فؤاد الأول»، مشيرا إلى أن تكاليف إنشاء الاستاد بلغت حوالي 132 ألف جنيه، ويتسع لـ20 ألف متفرج، على مساحة حوالي 80 ألف متر مربع.
وفي نوفمبر عام 1929م حضر الملك فؤاد الأول افتتاح استاد الإسكندرية الذي تميز بالفخامة وبحضور آلاف المتفرجين، كانت مباراة افتتاح الاستاد بين ناديي الاتحاد السكندري ونادي القاهرة، ليفوز الاتحاد بهدف مقابل لا شيء وليحصد كأس الافتتاح.
وشهد الاستاد تنظيم أول دورة ألعاب للبحر المتوسط عام 1951م، وأجريت عليه العديد من التعديلات كإنشاء حمام السباحة الأوليمبي ومبنى صالة الألعاب المغطاة، وتمت إنارة الملعب لأول مرة بأعمدة الإنارة الكاشفة، كما تم تقسيم مدرجاته لأربعة أقسام تتوسطها المقصورة الملكية واستراحتها، وكانت تضم الصالون الملكي الخاص بالملك وكان مخصصا لاستقبال أفراد العائلة الملكية، وهي مزخرفة بأروع الزخارف وبها صالون على الطراز الفرنسي. كان الاستاد في البداية يحتوي على ملعب لكرة القدم وملعب للتنس ولكرة السلة ومضمار لألعاب القوى وساحة لمختلف الألعاب الرياضية، وأضيفت له 
حاليا غرفتان لتبديل الملابس، وبه أنفاق أرضية توصل اللاعبين للملعب العشبي، وبه غرف للحكام، وللكشف عن المنشطات، وأماكن مجهزة لاستقبال الإعلاميين والمراسلين الصحفيين لمتابعة المباريات، ومقصورات مخصصة للمعلقين الرياضيي


انشر لتعم الفائد
Share:

المزيد حول المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية