في
تاريخ الأمم شخصيات قامت بأدوار مازال الاختلاف حولها لأنها وقفت بوضوح مع الغزاة ضد
أبناء جلدتهم. ومن هؤلاء الشخصيات ما عرف في التاريخ المصري الحديث بـ"المعلم
يعقوب" الذي مات منذ أكثر من مائتي عام في مدينة مرسيليا، وأثار حالة من الصَّخَب
في الحياة الثقافية المصرية قديمًا وحتى الآن.. بعد إعادة نشر كتاب الدكتور أحمد حسين
الصاوي عن المعلم يعقوب، والذي حمل اسم "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"
في سلسلة ذاكرة الوطن، والتي تُصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر.
بدأ
المؤلف الدكتور أحمد حسين الصاوي بمقدمة شديدة الوضوح، قدَّم فيها وثائق انجليزية وفرنسية
تتصل بحياة المواطن المصري الذي لُقِّبَ بالمعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب، والأحداث
التي تفاعل معها أثناء وخلال الاحتلال الفرنسي لمصر، وضمَّ الكتاب تقديمًا بالغ الحزم
والدقة لرئيس تحرير السلسلة أسامة عفيفي، الذي أوضح أن المعلم يعقوب قائد ما سمى بـ"الفيلق
القبطي" التابع لجيش نابليون، كان يهدِف إلى إثارة الفتنة الطائفية؛ لأن هذا الفيلق
كان يضم مجرمين سابقين من المسلمين والمرتزقة من خارج البلاد من أرمن وأتراك وشوام،
وضم كثيرًا من الذُّعار والحرافيش وأصحاب المنسر، مما دفع الكنيسة القبطية المصرية
إلى التبرؤ منه ومن أفعاله.
وقد
سبق أن أصدر المجلس الأعلى للثقافة منذ سنوات قليلة كتابًا بعنوان: "هذا هو المعلم
يعقوب" للدكتور أنور لوقا، يؤكد فيه أن المعلم يعقوب صاحب مشروع وطني لاستقلال
مصر، وأنه سبق عصره بأكثر من قرن، وأنه خرج من مصر على رأس وفد مصري للتفاوض مع الدول
الأوروبية من أجل منح مصر استقلالها. ويتهم د. لوقا مؤلف الكتاب الأول "بين الأسطورة
والحقيقة" الدكتور أحمد حسين الصاوي بأنه لم يكن من الجِدِّ بحيث يستطلع تلك الثقافة
أو يطمح إليها (الفرنسية) وإنما كان ظريفًا
عذب الحديث، سريع الخاطر والمفكاهة، يتقمص تلك الخفَّة التي يسميها المصريون
"الفهلوة".
ولقد
صرح المحامى المسيحي ممدوح رمزي بأنه سيتخذ خطوات قانونية لمصادرة كتاب "المعلم
يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"؛ لأنه يستهدف تشويه صورة المعلم يعقوب.
وهكذا
تتنازع صورة المعلم يعقوب ما بين الأبيض والأسود؛ فهو تارة خائن وعميل عند مجموعة من
المؤرخين والكُتَّاب، وتارة أخرى بطل سياسي واقتصادي نادر عند نفرٍ آخرَ منهم.. مات
بالحمَّى على السفينة التي حملت فلول الحملة الفرنسية على مصر، أو هو قتل بالسم من
أعدائه حتى لا يتعاون مع الأجنبي. حرمته الكنيسة المصرية من التناول، لأنه خرج عن تعاليمها،
ويطالب محامٍ مسيحي بمصادرة الكتاب لأنه يسيء للمسحيين.
وليس
بوسع أي قارئ ـ منصف ـ للكتاب إلا الانزعاج من المحتقنين الذين يحجرون على حوادث التاريخ
وينادون بمصادرة أي كتاب لم يُكتب على هواهم. إن الذين طالبوا بمصادرة الكتاب هم الذين
يسيئون لتاريخ الكنيسة التي وقف رئيسها ضد أطماع المعلم يعقوب الذي انسلخ عن أمته والتحق
بقوات الغزاة.
ومن
ثم تأتي أهمية عرض الكتاب لكي يختلف معه من أراد عن بيِّنَة، ويدافع عنه من أراد عن
بيَّنَه، بعيدًا عن سياسة تجريم التاريخ التي أصبح البعض ينتهجها لتخويف كل باحث عن
الحقيقة.
وقد
جاء الكتاب مكونًا من ثلاثة عشر عنوانًا وثمانية ملاحق، تناول الدكتور الصاوي من خلالها
تلك الشخصية المثيرة للجدل.
في
البداية يتحدث الباحث عن أقباط مصر، وأكد أنهم برعوا في مصادرة الدفاتر وجباية الضرائب وكل ما له علاقة
بتنظيم الحياة المادية لمصر في كل عصورها منذ دخلها الإسلام. وأنهم (أي الأقباط) احتفظوا
بمكانتهم الوظيفية في عهد المماليك والأتراك، وعندما جاء الغزو الفرنسي لم يتغير من
الأمر شيء. وعيَّن نابليون بونابرت المعلم جرجس الجوهري مسئولًا عامًا عن تحصيل الضرائب
العقارية، وعهد إليه بتنظيم الموارد المالية للحكومة. ولقد شن المماليك (مسلمون) بقيادة
مراد بك حربًا شعواء على قوات الحملة الفرنسية. وتحصَّنَ مراد بك في الصعيد، وواصل
حربه ضد القوات الفرنسية.
إلا
أنه أمام التفوق العسكري للفرنسيين والخيانات من جانب أمراء مماليك، مثل عثمان البرديسي
وعثمان عسكر وحسين الكاشف الذين يتحالفون مع الفرنسيين، وأمثال يعقوب، يوقِّع مراد
بك اتفاقية سلام وتحالفًا مع كليبر، وتقضي الاتفاقية بأن يحكم مراد بك الصعيد باسم
الجمهورية الفرنسية مقابل تمتُّعِهِ بخَراج إقليم جرجا، وعليه أن يتكفل بتموين القوات
الفرنسية المرابطة في ميناء القصير، وأن يساعدها في حالة الاعتداء عليها.ولقد أتاح
تحالف المماليك لكليبر فرصة القضاء على ثورة القاهرة الثانية (قادتها وجمهورها من المسلمين).
ويكتب
الباحث عن المعلم يعقوب، فيرى أنه في حوالي العام 1745 ولد يعقوب حنا بمدينة ملوي،
وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم لما أتقن المحاسبة عمل في خدمة سليمان بك
أغا (مسلم) ليضبط دفاتر حساباته، وقد جنى يعقوب من وراء عمله ثروة ضخمة.
وكان
يعقوب قويَّ البِنْيَة، محبًّا للفروسية، وقد حارب في صف المماليك ضد قوات القبطان
حسن باشا، التي كانت تحاول تثبيت حكم العثمانيين لمصر قبيل قدوم الغزو الفرنسي.
كما
كان يعقوب مخالفًا لعادات قومه في الزي والنشاطات، ويكفى أنه اتخذ امرأة بطريقة غير
شرعية، وقد نصحه بطريرك الأقباط بتحسين سلوكه ولكنه رفض النصيحة. وعندما وقع الغزو
الفرنسي كان يعقوب رجلاً مكتمل الرجولة، في الثالثة والخمسين من عمره.. ملأ جلده طموح
قاتل.. لم يعد يعقوب راضيًا بدور الثري أو جامع الضرائب أو المحاسب.. إنه يبحث عن دور
يضعه حيث يرى نفسه.
ووجد
يعقوب ضالته في الفرنسيين؛ فقدَّم نفسه إليهم (ألا يذكِّرنا هذا بفلان وفلان في العراق
مثلا؟ الذين قدموا أنفسهم للأمريكان).
يعقوب
الصعيدي، العارف بدروب بلاده، رافق الجنرال ديسيه ليخضع الصعيد للحكم الفرنسي الجديد.
ووقع يعقوب في غرام ديسيه، ولذا بذل كل جهده لإنجاح حملة قمع الصعيد!!.
قام
يعقوب بتأمين طرق مواصلات الحملة، ونظم الشئون الإدارية في الأقاليم التي تم إخضاعها،
وعمل على التوفيق بين قديم القوانين وجديدها، ثم شارك بفاعلية في المعارك التي جرت
بين المماليك والصعايدة من جانب، والفرنسيين من جانب آخر.
اشتبك
يعقوب على رأس فصيلة من الفرسان الفرنسيين مع المماليك عند بلدة العتامنة بأسيوط، وأبلى
بلاءً حسنًا في تلك المعركة حتى إن القائد الفرنسي قدم إليه سيفًا تذكاريًّا نُقشت
عليه جملة "معركة عين القوصية 24ديسمبر 1798".
ولما
غادر بونابرت مصر فجأة في الأول من أغسطس 1799 وتولى كليبر قيادة الحملة، عاد ديسيه
من الصعيد برفقة يعقوب الذي قدَّم حتى ذلك الوقت خدمات جليلة للفرنسيين، ولكنه كان
دائمًا يلعب لصالحه الشخصي. يقول الجنرال بليار في مذكراته عن يعقوب: ومع أنه كان يعمل
لحسابنا فهو لم ينْسَ مصالحه الخاصة.
تحصَّن
يعقوب في قلعته التي شيَّدها في الرويعي، وضم إليه معظم عساكر الزعيم المملوكي حسن
بك الجداوي، ومنحه كليبر رتبة كولونيل، فبدأ يعقوب في تكوين فرقة قبطية مسلحة عرفت
لاحقًا باسم الفيلق القبطي، وقام من ماله الخاص بتجهيز الفيلق بالتموين والسلاح. وكان
الهدف من تكوين الفيلق هو مساعدة الفرنسيين.
كما
شارك يعقوب ورجاله في تحصين القاهرة من العثمانيين
عندما حاولوا الاقتراب منها للمرة الثانية في عام 1801، وكان من أعوان يعقوب في قهر
المصريين رجل يدعى مصطفى الطاراتي، وقد كافأ مينو، الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية
بعد كليبر، المعلم يعقوب ومنحه رتبة جنرال.
غادر
ديسيه مصر في عهد كليبر لينضم لبونابرت في حربه مع النمسويين، وقد قُتل ديسيه في معركة
مارنجو، وحزن يعقوب على مقتل صديقه الشاب حزنًا عظيمًا، وكتب إلى الجنرال مينو يعرض
عليه دفع ثلث تكاليف بناء النُّصُب التذكاري المزمع إقامته تخليدًا لذكرى الرجل الذي
وهبه قلبه، حسب نص عبارة يعقوب. هنا لا يقطع المؤلف بشيء حول طبيعة علاقة يعقوب بديسيه،
وإن كان يشير إلى تعلُّق الشيخ إسماعيل الخشاب بشاب من ضباط الجيش الفرنسي!!
لم
يتوقف الأمر عند تحمُّل ثلث تكاليف إقامة النصب، بل تعدَّاه إلى مدح الفقيد بقصيدة
غير عصماء، تتحدث عن شوق القلب إليه!!! وقد أوردها الباحث الدكتور الصاوي كاملة في
الملاحق.
كلف
يعقوب صديقه الأب رفائيل بكتابة مرثية شعرية في ديسيه، تعبِّر عن مشاعره تجاه صديقه،
والقصيدة على ركاكتها كانت تسجيلاً لمشاعر وأحاسيس يعقوب نحو الضابط الشاب الذي عاش
معه في الصعيد، وكان لا يفارقه!!
وبعد
أن كتب الأب رفائيل مرثيته أرسلها يعقوب إلى باريس، ومن أبيات القصيدة التي قد تشير
إلى طبيعة العلاقة بين يعقوب وديسيه :
ولم
يزل بفكري مخلدًا أبدًا
حتى
إلى خروج الروح من صدري
جُدْ
عليَّ بلحظ العين مترأفًا
وانظر
إليَّ بأسنا برقة النظر
فانظر
إلى شعبنا وشقاء حالته
فغدت
حياتنا لا تخلو من الكدر
لاحظ
المصريين وكيف كانوا قديمًا
وعبيدًا
غدوا الآن للرق واليسر
ومحبتنا
للفرنسيس فلابد عنها
لأنهم
اعتقونا من الأضرار والشر.
ولكن
سرعان ما هوى صرح الخيال الذي شيده المعلم يعقوب، حيث كانت القوات العثمانية التي تريد
استرداد مصر من قبضة الفرنسيين تتقدم باتجاه القاهرة في ذات الوقت الذي تقدمت فيه القوات
الانجليزية باتجاه رشيد، فوقع مينو بين طرفي كماشة؛ فكان لابد من الانسحاب من مصر وإعلان
فشل الحملة. ماذا يفعل يعقوب وكل الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الاحتلال؟
جمع
يعقوب فَيْلَقَهُ وأراد السفر إلى فرنسا، ولكن نساء وأولاد الجنود تشبثوا بالبقاء في
مصر، من ناحيتهم أراد العثمانيون استمالة الشعب إليهم فأصدروا مرسومًا يقضى بالعفو
العام عن كل الذين تعاونوا مع الفرنسيين، وقالوا نصًا: "كل واحد من أهالي مصر
المحروسة من كل ملة كانت، الذي يريد أن يسافر مع الفرنساوية يكون مطلوق الإرادة، وبعد
سفره لا تصادَر أملاكُه، ولا أحد من أهالي مصر يكون قَلِقًا من قِبل نفسه ولا من قبل
متاعه. جميع الذين كانوا بخدمة الجمهور الفرنسي بمدة إقامة الجمهور بمصر".
هذا
العفو لم يفلح في حالة يعقوب ويوسف الحموي وعبد العال الأغا قائد قوات الأنكشارية الذي
طلَّق زوجته وباع متاعه وسافر مع الفرنسيين (ليس الأقباط هم الذين تعاونوا فقط).. أخيرًا
جاءت ساعة الحقيقة، وصعد يعقوب إلى الفرقاطة الإنجليزية بالاس، وهي السفينة نفسها التي
أقلَّت الجنرال بليار وعددًا من جنوده عائدين خائبين إلى فرنسا. وهنا يبدأ الفصل الأخير
من مغامرات يعقوب مع تيودور لاسكاريس الذي ولد في عام 1774لأسرة من نبلاء إيطاليا،
وانخرط وشقيق له في سلك فرسان القديس يوحنا بجزيرة مالطة، التي غزاها نابليون وهو في
طريقه لمصر وانتزعها من أيديهم. صحب تيودور لاسكاريس نابليون إلى مصر، وقد جاء في مراسلات
نابليون أن الأخوين لاسكاريس كانا مصابَيْن بلون من الهوس وشذوذ الأهواء، وخاصة تيودور
الذي وصل الأمر به إلى حد الجنون؛ لأنه كان صاحب عقل مغرِق في الخيال، وقد قال لاسكاريس
لقائد الحملة مينو: إن القدر يهيئ لكل إنسان في هذا العالم الطريق الذي يسلكه، وكثيرًا
ما أرتفع بنفسي فوق عالم الواقع لكي أخطط لمشروعاتي، وأترك لخيالي أن يذلل كل ما قد
يعترضها من عقبات.
على
متن السفينة الإنجليزية كان القبطان يميز المعلم يعقوب بنوع خاص من المعاملة، وهو الأمر
الذي جعل يعقوب يقول للقبطان: إنني عندما أعتمد في تحقيق غايتي على الفرنسيين لم أكن
أدرك قوة الإنجليز، أما الآن فقد خدعنا الفرنسيون، وأصبح الشعب المصري يحتقرهم كما
يحتقر الأتراك «تلقف لاسكاريس هذه المغازلة وتدخل عقله صاحب المشروعات العجيبة وقال
للقبطان: إن الجنرال يعقوب إنما يسافر على رأس وفد مصري اختاره أعيان البلاد ليفاوض
الحكومات الأوربية المعنية في موضوع استقلال مصر». هذا الخيال الجامع يصبح للأسف هو
الدليل الوحيد على المساعي التي بذلها يعقوب في سبيل استقلال مصر عن الحكم التركي!
لاسكاريس
كان يمارس هوايته في إطلاق المشروعات غير القابلة للتحقيق، أما يعقوب فقد كان يكذب،
إذ لم يكن ممثلاً للمصريين، ولم يكن على رأس وفد المطالبة بالاستقلال. يعقوب لم يكن
سوى باحث عن مصلحة خاصة تمكِّنه من الزعامة الشخصية، وسامح الله الدكتور لويس عوض الذي
تلقَّف هذه القصة وجعل من خلالها يعقوب بطلاً من أبطال الاستقلال.
وعندما
كانت السفينة بالاس لاتزال في عَرض البحر أصيب يعقوب بالحمَّى، ما لبث أن اشتد عليه
المرض ومات في عرض البحر في 16 أغسطس 1801، وكانت آخر كلماته وهو يحتضر للجنرال بليار
أن يُدفن مع صديقه ديسيه في قبر واحد.
ولم
يُلق قبطان السفينة بجثة يعقوب إلى البحر كالمعتاد في مثل هذه الحالة، بل استمع إلى
رجاء من معه، فاحتفظ بالجثة في دن من الخمر حتى وصلت السفينة إلى مارسيليا، وهناك تم
دفنها، ليُسدل الستار على الفصل الأخير في حياة يعقوب. ويختتم الدكتور الصاوي كتابه
الهام بقوله: إن مصر أفاقت بعد سنوات الحملة الفرنسية لتشُقَّ طريقَها بمسلميها وأقباطها
نحو التقدم والنماء، ولتُبهر العالم بثورة 1919 التي اعتنق فيها الهلال والصليب في
وحدة لم يسبق لها أو يلحق بها نظير، كما قدم كتابه أيضًا بإشارة إلى أنه لا فرق أمام
الحقيقة والتاريخ بين مسلم ومسيحي.
والآن
بعد هذا العرض لأبرز ما جاء في كتاب الدكتور أحمد حسين الصاوي، هل لنا أن نسأل: أين
هي تلك الطائفية التي أغضبت البعض من إعادة نشر الكتاب؟
لقد
ذكر الدكتور الصاوي كل ما يتعلق بالذين تعاونوا، بل وتحالفوا مع الاحتلال، ولم يفرِّق
بين مسلم ومسيحي، وشن حملة قوية ضد خيانة مراد بك الذي تمتع هو وقومه بخيرات مصر، ثم
تحالفوا مع الغازي؛ لأنهم دائمًا وأبدا كانوا ينظرون إلى مصالحهم الشخصية بعيدًا عن
مصلحة البلاد التي نعموا بخيراتها.
علامَ
إذنْ هذه الزوبعة السخيفة بشأن كتاب يمثل ـ إجمالاً ـ وجهة نظر هامة؟.
انشر لتعم الفائد