دعوة الى اعادة التفكير في كل شيء

الأحد، 12 يوليو 2015

ما بين العقائد والمعتقدات


في رحلتي خلال هذه الثورة الفريدة حالفني الحظ والاقدار معا ان انضم الى اغلب اطياف الثورة.

وهذا اعطاني القدرة على فهم وكيفية التعامل مع عقليات كل تيار.

انضممت الى من دعو وساندوا ثورة يناير .. ثم الى جبهة البرادعي .. ثم اتجهت الي الفكر الابريلي (ان صح التعبير) ثم في الاخير التيار الاسلامي من خلال مساندة الاخوان.

دعوني اؤكد لكم معلومة وانتم تعرفونها جيدا .. وهي ان كل تيار مقتنع جدا انه ليس فقط الافضل ولكنه ايضا من يملك الحكمة المطلقة والعدالة الإلهية التي تمنكه وتؤهله لحكم هذا العالم وليس مصر فقط.

هذا بداخل وجدان كل الفصائل والتيارات والكيانات التي لا استثني منها احدا.

ولن اتعرض هنا للحديث عن الفصائل الاخرى ولكن سأتحدث عن فصيلي الحالي الذي يمكنني القول اني انتسب اليه حاليا خاصة وان اغلب اصدقائي ما بين منضم فعلي او مؤيد له.

بمنتهى الصراحة وبدون مجاملة فهو يعتبر من انقى الفصائل واكثرهم حكمة ورحمة وتقبل للآخر. تعلمت منهم الادب الجم والهدؤ وصفاء النفس والسلوك.

لكن ما ينقصهم هو تقبل (فكر) الاخر .. وليس الاخر في حد ذاته.

وبالمناسبة قد يكون هذا الاخر منهم وليس من فصيل مختلف ولكنه يحمل فكرا مختلف .. هنا وهنا فقط تأتي الكارثة وهي من اسوأ عيوب هذا التيار .. عدم تقبل فكر الاخر (لاسيما اذا تحدثنا عن المعتقدات)

مشكلة الكثر في هذا التيار ببساطة شديدة هي عدم امكانية التفرقه ما بين المعتقدات والعقائد .. بيد ان الفرق كبير .. وهذا مربط الفرس في تقبل (فكر) الاخر ومحل الصراع الذي كثيرا ما تظنه يصطدم بعقائدك وليس معتقداتك .. والذي يجب ان تفهم انت الفرق بينهما.

فحرية الفكر والبحث والعلم ابدا لا تصتطدم بالعقائد ولكنها قد تصطدم بالمعتقدات التي تحاول انت تحويلها الى عقائد !!

ومن افظع المعتقدات حاليا والتي تحولت مع الزمن الى عقائد هي محاولة عمل اسقاط علمي على آيات القرآن او العكس .. والتي غالبا وللإسف ما تكون خاطئه ليس لخطأ في القرآن حاشا لله ولكن تدليسا من الباحث نفسه.

الصدمه هنا ان هذا النوع من (المعتقدات) سريع الاشتعال ونتائجه مضمونه وهذا من اخطر ما يميز اتباع هذا التيار .. فقط قل ان الآيه كذا كذا معناها العلمي كذا كذا (حتى وان كان تدليسا) ستجد الاف بل الملايين يدرددون خلفك هذه الاكذوبة ويدافعون عنها وينشرونها حتى تتحول الى عقيدة !!

وفي الجانب الاخر حين تناقش هذا الباحث بإسلوب علمي لتوضح له خطأه ستجد نفس هذه الالوف او الملايين يهاجمونك لانك في نظرهم تهاجم القرآن (او هكذا يدعون).

والسؤال هنا: هل الوضع اصبح هشا الى هذه الدرجة !!
هل نحن المسلمون اصبحنا بحاجه ماسة الى مثل هذا النوع من الاكاذيب والافتراءات للتثبت او التحقق من ديننا !!

دعوني اذكر لكم مثالا عمليا لمثل هذا النوع من الوقائع والتي اصبحت عادة فيسبوكية هذه الايام.. انتشرت منذ فترة مقالة لأحد الباحثين في علوم الفضاء عن ابواب السماء .. هل لدى احدكم فكرة عن حجم النشر لهذه الاكذوبه !! وصلت للملايين !!

وحين تم الرد (على الباحث) وليس على القرآن الذي فسره حسب هواه والف اكاذيب تتطابق مع الآيات .. حين تم عمل مقالة للرد لم يكن لها نصيب من النشر او الاهتمام الا القليل .. بل انه وصل الامر ان هناك اناس هاجموا هذا (الرد) واخرين يعرفون ان الرد حقيقي ولكن تأثير (هذه الاكذوبه) للباحث الفضائي سيكون ليها تأثير افضل على الاسلام !!

والان يتأتي السؤال الاهم: نحن امة اقرأ .. ونحن من ندعي اننا من نملك الوعي والفهم والقراءة والاخر لا يملك ذلك .. كل ذلك نقوله ونردده الاف المرات يوميا (وبالفعل نحن كذلك) ولكن ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
ما الفرق بيننا اذن وبين من ذُكِروا في هذه الآيه .. أولسنا أُمة الصادق الامين !!

كيف نشرف اسلامنا بالكذب والادعاء .. وكيف نلوم الاخر على قلة الوعي والاطلاع ونحن نقوم بنفس فعله ولكن عن وعي واطلاع !!

ونعود من جديد الى سياق موضوعنا واهم ما اريد قوله:

اولا .. واخيرا ... عليك التفرقه ما بين العقيدة والمعتقد. فليس كل ما تعتقده هو عقيدة 

فالفكر غالبا لا يمس العقائد بقدر ما يمس المعتقدات .. وإن مس معتقداتك فلن يكون امامك الا التحدث علميا (بصدق) وليس بسوق الاكاذيب التي ستنسف موقفك تماما. وهذا للأسف ما يميز التيارات الاخرى.



فنحن بحاجه ماسه فعليا الى ان يٌقَوىَ وَعينا ويَسْتَنير فِكرَنا لنسطيع رد الهجمة العلمانية التي تطاردنا منذ عقود .. وابدا لن يكون النصر بمقالات مكذوبة تصنع اجيالا كغٌثَاءَ الْسَيِلْ.


(واذكركم: لَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

رجاء النشر لتعم الفائد
Share:

المزيد حول المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية