دعوة الى اعادة التفكير في كل شيء

الأربعاء، 29 يوليو 2015

خليك في حالك



هو انت فاكر ان مفهوم الحرية في الغرب هو المفهوم الضيق السطحي اللي في دامغك دا !

انت فاهم ان القصه كلها بتتمحور حوالين الاعضاء التناسلية اللي تفكيرك لا ينفك عن الدوران في فلكها !!


لا طبعا .. الامر اكبر من كدا بكتير جدا ... جدا .. ومع ذلك برضه بسيط جدا لكن عقلك اللي تم اعادة برمجته بطريقة عالية الحرفية لا يمكن ان يصل الى مكنون او معنى الحرية اللي برضه مش معناها الحرية السياسية او حرية اختيار مرشح او التصويت والكلام دا.

الموضوع ممكن نختصره في كلمتين نقارن بيهم بين الغرب والعرب وهما:


ان اجمل ما في الغرب ان كل واحد عايش في حالة .. واسوأ ما في العرب ان كل واحد عايش في حال اللي جنبه.

اللي جنبه دا ايا كان هو مين .. بنتكلم هنا بداية من الفرد ومرورا بالجماعات والفصائل وصولا الى الشعوب.

مهزلة التناحر العرقي والديني والشعوبي اللي بتعيشها الامة العربية سببها الوحيد هو عدم احترام الجميع للجميع .. وتدخل الجميع في شئون الجميع.

هذا الشيعي يتقرب الى الله بسب عائشة وهذا السني يتقرب الى الله بقتل الشيعي وهذا السلفي يكره الاخوان والشعب يكره الجميع.

الكويتي يسب المصري والمصري يسب الليبي والعراقي يكره السعودي والايراني يبول على الجميع.

في مجتمع تراه مترابطا بنسبة 90% في الدين واللغة تتفاجأ بكارثة تفكك واقتتال لا مثيل لها !!

وفي دول لا تربطهم اي علاقة لغوية ولا دينية مثل اوروبا تجدهم يعيشون في سلام آمنين .. لماذا .. انها الحرية .. حرية الاعتقاد والفكر (التي على الجميع احترامها لدى الجميع)

فلن تجد سويدي يسب فرنسي ولن تجد الماني يبصق على اسباني .. هذه النماذج لن تجدها الا في عاملنا العربي والذي لا اريد ان اقول الاسلامي بيد ان الاخيرة هي العامل المؤثر.

تغذية النعرات الطائفية والدينية والشعبية هو ما ادى الى كارثة هذه الامة التي ان شئت سميتها العربية او الاسلامية وذلك لان من الواضح ان الطبيعة العقلية للشعوب دي بتعتبر بيئة خصبة لزرع افكار زي دي .. والنتيجة رائعة وفوق المتوقعة كمان.

الكارثة الاكبر ان في ظل حالة الانفلات الشبه كامل اللي المنطقة فيها دلوقت ومع تاريخ حافل بالخلافات الدينية (الغريبة) وكذلك الطائفية (الاغرب) بنلاقي الامر بتطور لحروب .. حروب سقط في مستنقعها دول .. ودول اخرى بتستغل هذه النعرات للسيطرة على شعوبها من خطر بعض هذه الفصائل كما تدعي !

على المستوى الدولي الامر واضح ولا يحتاج الى بيان ولكن على المستوى الفردي فالامر اكثر خطورة واشد كارثية ويصل الى هو ليه دي مش محجبه وليه دي لابسه حجاب وليه دا لابس شورت وليه دا وقف جنب دي وليه دول ماشيين مع بعض !!

كم رهيب من التدخلات الغير مفهومة في حياة كل فرد من الاخر ما انزل الله بها من سلطان والنتيجه في الاخير مجتمع متخلف احمق يضيع اغلب وقته في نقد ما حولة وتشويهه ولا علاقة له بذاته ومحاولة تقويمها.

في الدول الغربية لو ركبت المترو هتلاقي جنبك واحدة لابسة شورت قصادها واحدة لابسه نقاب ادامهم راجل بيقرا وجنبهم شاب حاطط سماعات الموبايل في ودانه .. وهتلاقي نفسك الوحيد اللي عمال تتفحص فيهم !

ماتخليك في حالك !! خليك في حالك مش مجرد كلمة موجهة لفرد دي موجهة لأمه .. لكل الشعوب .. خليكم في حالكم.

دا الامر ببساطه وبدون تعقيد وبدون الدخول في تحليلات نفسية وعقدية لن نخرج منها بأي شيء .. بيت القصيد واللي لازم كلنا ونتعلمه ونفهمه وننشره هو ثقافة الـ "خليك في حالك" ودا المفهوم الحقيقي والمبسط للحرية.

اللي ممكن مع مرور الوقت يتطور ويبقي احترم اللي حواليك .. وساعتها بس ممكن يكون في امل اننا نبقي مجتمعات محترمه بتحترم بعضها ايا كانت ديانتها (اللي للأسف واحدة) وايا كانت لغتها (اللي برضه واحدة) وايا كانت جنسيتها (اللي تقريبا واحدة).
____________________________________________________

انشر لتعم الفائد
____________________________________________________
Share:

المزيد حول المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية