منذ نشأتها وحتى الان تجد جماعة الاخوان مفعول
به وليس الفاعل وفي بعض الاحيان تكون المجرور نفسه.
دائما وابدا ينحصر دورها على انتظار نتائج ما
سيحدث حولها ولا تحاول ابدا ان تتبني روح المبادرة وان تتبني موقف الفاعل حتى ولو
على سبيل التجربة.
تاريخ جماعة الاخوان الحافل بالاحداث المثيرة
والتي غالبا ما تكون في غير صالحها خير دليل على ذلك.
وبنظرة سريعة على الماضي الذي نحتاجه لتأكيد
ما نعيشه تجد الاخوان هي من حولت انقلاب 23 يوليو 1952 الى ثورة شعبية وذلك بعد
الانضمام له (وليس المبادرة به) لتقف بعدها موقف المستكين المنتظر عطف عبد الناصر
ليكون لها دور في ادارة البلاد, ثم يأتي رد عبد الناصر الاكثر عنفا والغير متوقع
بسحق الجماعة واغلب اهم كوادرها في مذبحة الستينيات.
لتقف الجماعة ايضا نفس الموقف الغير مفهوم
والغير مبرر من الاستكانة حتى يأتي السادات ويستعين بهم للوقوف في وجه الشيوعية
التي كانت قد تفشت في البلاد في عهده (مفعول به مرة اخرى) ولا يدم هذ الوضع كثيرا
حتى يأتي مبارك ليقوم بالتنكيل بهم وبالشعب كله كرد فعل على احداث المنصة التي تم
الصاقها بهم ايضا.
وكالعادة رد فعل الاخوان .. صفر كصفر
المونديال ان لم يكن بالسالب.
والان قفزة الى الاحداث الحالية .. تجد ثورة
يناير (التي لم تكن صنيعة الاخوان) لينضموا اليها بالرغم من ان حجمهم وقوتهم كانت
تؤهلهم ليس فقط لقيادتها ولكن كان من الاولى ان يكونوا هم الداعين لها ولكن
كالعادة هم مفعول به بل وكانوا (مجرورين) في هذه الحالة.
فترة هدنة مع العسكر في 2011 ينتظرون خلالها
عقد صفقات او بيصغة افضل يمكن ان نقول تفهمات ولا يتم اخذ روح المبادرة لفعل اي شيء
وكان كل شيء يدار من خلال العسكر.
يأتي مرسي رئيسا للجمهورية وننتظر منهم
القيام بشيء وان قاموا فيكون رد فعلهم انتظار رد فعل الاخر والذي كان كثيرا ما
يؤدي الى تراجعهم في قراراتهم (فعل مكسور)
وبعد الانقلاب عليهم نجدهم ايضا لا رد فعل
ولا حياة لمن تنادي بل انتظار لعطف المتجمع الدولي وانتظار لرد فعل دولة كذا او
دولة كذا .. اقصى امانيهم ان يخرج صحفي لم نسمع عنه قبل ذلك في اي صحيفة عربية
ويقول ان ما حدث في مصر انقلاب لتشتعل صفحاتهم بنشوة النصر !!
ثم يعولون آملا على دولة كذا التي لن تستضيف
السيسي ويصفقون لذلك كنصر كبير.. ثم يتم استقبال السيسي من هذه الدولة ثم ينتظرون
رد فعل اي صحيفة داخلية تدين هذه الزيارة ليكون احد اهم انتصاراتهم !
ينتظرون تحالفا جديدا بين السعودية وقطر .. او
السعودية وتركيا او ينتظرون تغيير في الخريطة السياسية للمنطقه عل وعسى ان يكون
ذلك في صالحهم .. ولا يسعون مرة لتغيير الواقع بأيديهم.
اسبانيا تصفع السيسي .. بريطانيا تركل السيسي
.. السويد ترفس السيسي واخرى تهدد بإعتقاله !! هذا اقصى ما يتباهون به وهذا لب
الكارثة
الى متى سيظل الاخوان في موقف المفعول به
المجرور المكسور !! ومتي سيتحولون الى موقف الفاعل ؟!
متى سيتخلى الاخوان عن دور رد الفعل ومتي
سيكونوا هم الفعل.
لا اعتقد ولا اصدق ان جماعة بهذا الوزن وهذا
الثقل السياسي والدولي اقصي ما يمكن ان تفعلة هو سطر ادانة من كبار كوادرها
بالخارج على احد صفحات الفيس بوك .. لا استطيع ان اصدق ان اقصى ما يمكن فعله هو
مجموعة قنوات فاشلة لا تسمن ولا تغني من جوع يمكن لأي شاب صناعة افضل منها على
يوتيوب.
الوضع الحالي لجماعة الاخوان والذي لا يريد
ان يعترف به الكثيرين هو وضع كارثي يفوق وضعهم ايام ناصر الاف المرات. ان اقصى ما
فعله ناصر هو التنكيل ببعض كوادر الاخوان واعتقال (البعض) من شبابها والتنكيل بهم.
اما ما حدث الان يمكن ان نقول انه ضربة
بالفعل قاتله للاخوان .. فقد تم تصفية الكثر من القاعدة الشعبية للاخوان تصفية
فعليه بالقتل سواء في ميدان رابعة او النهضة هذا بخلاف كم الاعتقلات الرهيب والذي
يعد سابقة تاريخيه لم تحدث في مصر قبل ذلك.
كوارد الاخوان بالكامل (بالكامل) تم القبض
عليها وذلك بسبب فترة رئاسة مرسي (القصيرة) والتي كانت سبب ظهور كافة الخلايا
النائمة للاخوان في كل مؤسسات الدولة. حيث انهم كشفوا عن انفسهم خلال فترة الحكم
وتعرف عليهم الجميع.
وهكذا ليتم سحق ما قامت الاخوان بزراعته في
الخمسون عاما الماضية في ايام معدودة .. ويالها من ضربة تكاد تجعلك تظن ان ثورة
يناير لم تكن من الاصل ضد مبارك ولكن كانت تمهيد للقضاء على الاخوان الذين تفشى
دورهم المجتمعي في كل شيء وكل مؤسسات الدولة وكان لابد من ضربه ساحقة واستثنائية
في الكم والكيف تقضى على التشعب الخطير لهذه الجماعة والذي اصبح واضحا عجز الدولة
عن مواجهته بالطرق المعروفة.
لنكن صادقين فالضربة الاخيرة بالفعل قاسمه
ومؤثرة وتداعياتها لا يمكن التغلب عليها الا بعد عقود وذلك كله بسبب هذا الموقف
الغريب والمريب لهذه الجماعة منذ نشاتها موقف (المفعول به) المنتظر دائما لنتائج
ما يحدث حوله ليكون له دور.
ولن ينتصر الاخوان ولن تتبدل مواقفهم الا بعد ان يتخلوا عن دور رد الفعل ليكونوا هم الفعل نفسه.
ولن ينتصر الاخوان ولن تتبدل مواقفهم الا بعد ان يتخلوا عن دور رد الفعل ليكونوا هم الفعل نفسه.
انشر لتعم الفائد