دعوة الى اعادة التفكير في كل شيء

الأربعاء، 29 يوليو 2015

خليك في حالك



هو انت فاكر ان مفهوم الحرية في الغرب هو المفهوم الضيق السطحي اللي في دامغك دا !

انت فاهم ان القصه كلها بتتمحور حوالين الاعضاء التناسلية اللي تفكيرك لا ينفك عن الدوران في فلكها !!


لا طبعا .. الامر اكبر من كدا بكتير جدا ... جدا .. ومع ذلك برضه بسيط جدا لكن عقلك اللي تم اعادة برمجته بطريقة عالية الحرفية لا يمكن ان يصل الى مكنون او معنى الحرية اللي برضه مش معناها الحرية السياسية او حرية اختيار مرشح او التصويت والكلام دا.

الموضوع ممكن نختصره في كلمتين نقارن بيهم بين الغرب والعرب وهما:


ان اجمل ما في الغرب ان كل واحد عايش في حالة .. واسوأ ما في العرب ان كل واحد عايش في حال اللي جنبه.

اللي جنبه دا ايا كان هو مين .. بنتكلم هنا بداية من الفرد ومرورا بالجماعات والفصائل وصولا الى الشعوب.

مهزلة التناحر العرقي والديني والشعوبي اللي بتعيشها الامة العربية سببها الوحيد هو عدم احترام الجميع للجميع .. وتدخل الجميع في شئون الجميع.

هذا الشيعي يتقرب الى الله بسب عائشة وهذا السني يتقرب الى الله بقتل الشيعي وهذا السلفي يكره الاخوان والشعب يكره الجميع.

الكويتي يسب المصري والمصري يسب الليبي والعراقي يكره السعودي والايراني يبول على الجميع.

في مجتمع تراه مترابطا بنسبة 90% في الدين واللغة تتفاجأ بكارثة تفكك واقتتال لا مثيل لها !!

وفي دول لا تربطهم اي علاقة لغوية ولا دينية مثل اوروبا تجدهم يعيشون في سلام آمنين .. لماذا .. انها الحرية .. حرية الاعتقاد والفكر (التي على الجميع احترامها لدى الجميع)

فلن تجد سويدي يسب فرنسي ولن تجد الماني يبصق على اسباني .. هذه النماذج لن تجدها الا في عاملنا العربي والذي لا اريد ان اقول الاسلامي بيد ان الاخيرة هي العامل المؤثر.

تغذية النعرات الطائفية والدينية والشعبية هو ما ادى الى كارثة هذه الامة التي ان شئت سميتها العربية او الاسلامية وذلك لان من الواضح ان الطبيعة العقلية للشعوب دي بتعتبر بيئة خصبة لزرع افكار زي دي .. والنتيجة رائعة وفوق المتوقعة كمان.

الكارثة الاكبر ان في ظل حالة الانفلات الشبه كامل اللي المنطقة فيها دلوقت ومع تاريخ حافل بالخلافات الدينية (الغريبة) وكذلك الطائفية (الاغرب) بنلاقي الامر بتطور لحروب .. حروب سقط في مستنقعها دول .. ودول اخرى بتستغل هذه النعرات للسيطرة على شعوبها من خطر بعض هذه الفصائل كما تدعي !

على المستوى الدولي الامر واضح ولا يحتاج الى بيان ولكن على المستوى الفردي فالامر اكثر خطورة واشد كارثية ويصل الى هو ليه دي مش محجبه وليه دي لابسه حجاب وليه دا لابس شورت وليه دا وقف جنب دي وليه دول ماشيين مع بعض !!

كم رهيب من التدخلات الغير مفهومة في حياة كل فرد من الاخر ما انزل الله بها من سلطان والنتيجه في الاخير مجتمع متخلف احمق يضيع اغلب وقته في نقد ما حولة وتشويهه ولا علاقة له بذاته ومحاولة تقويمها.

في الدول الغربية لو ركبت المترو هتلاقي جنبك واحدة لابسة شورت قصادها واحدة لابسه نقاب ادامهم راجل بيقرا وجنبهم شاب حاطط سماعات الموبايل في ودانه .. وهتلاقي نفسك الوحيد اللي عمال تتفحص فيهم !

ماتخليك في حالك !! خليك في حالك مش مجرد كلمة موجهة لفرد دي موجهة لأمه .. لكل الشعوب .. خليكم في حالكم.

دا الامر ببساطه وبدون تعقيد وبدون الدخول في تحليلات نفسية وعقدية لن نخرج منها بأي شيء .. بيت القصيد واللي لازم كلنا ونتعلمه ونفهمه وننشره هو ثقافة الـ "خليك في حالك" ودا المفهوم الحقيقي والمبسط للحرية.

اللي ممكن مع مرور الوقت يتطور ويبقي احترم اللي حواليك .. وساعتها بس ممكن يكون في امل اننا نبقي مجتمعات محترمه بتحترم بعضها ايا كانت ديانتها (اللي للأسف واحدة) وايا كانت لغتها (اللي برضه واحدة) وايا كانت جنسيتها (اللي تقريبا واحدة).
____________________________________________________

انشر لتعم الفائد
____________________________________________________
Share:

الأحد، 26 يوليو 2015

البروفيشناليتي



في حوار مع روز بطلة فيلم تيتانيك الحقيقية المذيعة سألتها: هو عمل معاكي حاجه بعد ما رسمك !
ردت روز بحزم: Noooo, He was a professional

بورفيشنال هنا واللي اغلبنا بيفهما غلط او بينقلها خارج سياقها مش معناها محترف او عبقري زي ما اغلبنا بيعتقد  .. بروفيشنال في الانجليزية وفي الحياة بصفة عامة ليها معاني تانيه خالص وكلنا محتاجينها.

هي تقصد ببساطه تقولها انا دخلت عنده كرسام وخرجت من عنده كرسام .. بمعني اوضح  هو لم ينساق خلف غرائزة الطبيعية ليقوم بفعل اخر بخلاف او الى جانب الرسم.

وبعيدا عن المثال دا اللي اخترته لمجرد التوضيح وكبداية للموضوع خليني اوضح معني واهمية البروفيشناليتي في كافة مناحي الحياة .. واهمها وعلى رأسها العلم.

في العلم مثلا والبحث العلمي تحديدا لازم تكون بروفيشنال .. طب هنا انت مطلوب منك تنحي ايه !!
مطلوب منك تنحي كل معتقادك سواء الشخصية او الفكرية او الدينية .. يعني وانت بتعمل بحثك (العلمي) مالكش دعوة بمعتقداتك الشخصية.

في العلم والعلوم لازم تكون بروفيشنال وابدلا لا تخلط معتقداتك بدراساتك وابحاثك والا هاتغلط غطلة عمرك زي الدكتور منصور الكيالي اللي ختم حياته بالخطأ كارثي بتاع ابواب السماء دا .. ودا ببساطه لانه خلط بين معتقداته الدينية وبحثه العلمي .. اللي كان نتيجته مقال كارثي لم يجد له جمهور الا من نفس العقلية دي واللي هاتكون نتيجته تنحية منصور شخصيا وأبحاثه من البحوث الموثقه علميا على Google Scholar.

البروفيشناليتي مش بس في العلم او العمل دي كمان المفرروض عليك تتبعها في تعاملاتك مع الناس المحيطين بيك واللي نقدر نسميها عدم التمييز .. مش عشان دا مسيحي مثلا اعمل معاه كذا وعشان دا مسلم اعمل معاه كذا كذا !!

لاحظ ان الصين اللي تقريبا مالهاش مله ومع ذلك ماعندهاش اي مانع انها تعملك (كمسلم) سجادة صلاة .. وتعمل للبوذي معبد بوذا (صغنن كدا) .. عادي لان الروفيشيناليتي هي سر نجاح الغرب عموما واحنا عندنا في دينا مصطلاحات موازية ليها زي الصدق والامانة والاتقان وغيره وغيره .. بس للاسف المصطلحات دي مايفهمهاش ولا بيعمل بيها الا فصيل واحد كلنا عارفينه .. لكن السواد الاعظم مالوش في المصطلحات دي ولا بيفهمها ولا بيحترمها .. انا بقي بوجه كلامي للناس دي لانها ماتفهمش غير لغة العصر.

انك تكون بروفيشنال في عملك وعلمك وتعاملاتك دا هايضمنلك نجاحات كبيرة اضافة الى انه هاسيب ليك سمعة طيبة جدا في المجتمع المحيط بيك.

وهاذكرلكم موقف شخصي حصل معايا في 2006 يوضح ان في اتجاه اخر لازم تكون بروفيشنال فيه.

كنت تركت العمل في شركة كبيرة جدا لان لقيت ان الـ IT اللي معايا بياخد 3500 وانا باخد 800 جنيه مع الفارق الضخم والرهيب في الامكانيات بيني وبينه.
بعد ما سيبت الشركة بإسبوع السيرفر انضرب بفايرس خطير وقف كل تعاملات الشركة مع فروعها على مستوى الجمهورية .. والشركة صاحبة السيستيم فرضت عليهم دفع 12 الف جنيه نظير تغيير الوندوز وانزال النظام من جديد .. وطبعا اخينا ابو 3500 ماجلوش الجرأة انه يتعامل مع السيرفر اصلا.
الشركة اتصلت بيا وقالولي على المشكلة بكل صدق .. روحت تاني يوم حليت المشكلة دون اسقاط الوندوز وتم استعادة العمل بنجاح خلال ساعتين :)

ساعتها وانا باخد اتعابي من المدير المالي (اللي كان عارفني كويس من سنتين) قالي كلمة مفهمتهاش غير بعد سنين .. قالي انت بروفيشنال :)
ابتسمت وهزيت دماغي لاني كنت فاكر ان معناها انت محترف او عبقري (المعنى الدارج) بس استغربت جدا لانه المفروض عارفني كويس وشاف مواقف كتير قبل الموقف دا اكثر صعوبه واتحلت .. اشمعني الموقف دا اللي قالي فيه انت بروفيشنال !!

فهمت كلمته بعد سنيييين .. الراجل كان يقصد اني نحيت كل ضغائني تجاه الشركة وروحت حليت المشكلة .. ثانيا لم اقم بإستغلال الوضع واطالب بأتعاب اكتر او حتى رجوعي .. وكمان مافتحتش بوقي ولا لسنت بكملة على الـ IT اللي عندهم.

هي دي البروفيشناليتي اللي بكلمكم عليها .. نحي كل حاجه في تعاملاتك مع الاخرين .. ضغائنك .. معتقداتك .. افكارك .. تعامل مع الجميع بدون اي تمييز لا على اساس الدين ولا النوع ولا الفكر ولا حتى الموقف السياسي .. الشغل شغل .. العلم علم .. التعامل تعامل.

لو هاتميز بين حد والتاني مش هاتنجح .. لو عقائدك هاتجرك شمال او يمين مش هاتكمل .. لو ميولك هاتتحكم فيك مش هتاقف على رجليك اصلا. نحي غرايزك دي اهم حاجه :)


وعشان كدا انا بوجه الرسالة دي للشباب الصغير المقبلين على الحياة العلمية والعملية .. خليك دايما بروفيشنال في عملك .. تعملاتك .. علمك ودايما افتكر كلمة روز اللي في اول المقال No he was a professional :)


انشر لتعم الفائد
Share:

الأربعاء، 22 يوليو 2015

المعلم يعقوب.. بين الأسطورة والحقيقة



في تاريخ الأمم شخصيات قامت بأدوار مازال الاختلاف حولها لأنها وقفت بوضوح مع الغزاة ضد أبناء جلدتهم. ومن هؤلاء الشخصيات ما عرف في التاريخ المصري الحديث بـ"المعلم يعقوب" الذي مات منذ أكثر من مائتي عام في مدينة مرسيليا، وأثار حالة من الصَّخَب في الحياة الثقافية المصرية قديمًا وحتى الآن.. بعد إعادة نشر كتاب الدكتور أحمد حسين الصاوي عن المعلم يعقوب، والذي حمل اسم "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة" في سلسلة ذاكرة الوطن، والتي تُصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر.

بدأ المؤلف الدكتور أحمد حسين الصاوي بمقدمة شديدة الوضوح، قدَّم فيها وثائق انجليزية وفرنسية تتصل بحياة المواطن المصري الذي لُقِّبَ بالمعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب، والأحداث التي تفاعل معها أثناء وخلال الاحتلال الفرنسي لمصر، وضمَّ الكتاب تقديمًا بالغ الحزم والدقة لرئيس تحرير السلسلة أسامة عفيفي، الذي أوضح أن المعلم يعقوب قائد ما سمى بـ"الفيلق القبطي" التابع لجيش نابليون، كان يهدِف إلى إثارة الفتنة الطائفية؛ لأن هذا الفيلق كان يضم مجرمين سابقين من المسلمين والمرتزقة من خارج البلاد من أرمن وأتراك وشوام، وضم كثيرًا من الذُّعار والحرافيش وأصحاب المنسر، مما دفع الكنيسة القبطية المصرية إلى التبرؤ منه ومن أفعاله.

وقد سبق أن أصدر المجلس الأعلى للثقافة منذ سنوات قليلة كتابًا بعنوان: "هذا هو المعلم يعقوب" للدكتور أنور لوقا، يؤكد فيه أن المعلم يعقوب صاحب مشروع وطني لاستقلال مصر، وأنه سبق عصره بأكثر من قرن، وأنه خرج من مصر على رأس وفد مصري للتفاوض مع الدول الأوروبية من أجل منح مصر استقلالها. ويتهم د. لوقا مؤلف الكتاب الأول "بين الأسطورة والحقيقة" الدكتور أحمد حسين الصاوي بأنه لم يكن من الجِدِّ بحيث يستطلع تلك الثقافة أو يطمح إليها (الفرنسية)  وإنما كان ظريفًا عذب الحديث، سريع الخاطر والمفكاهة، يتقمص تلك الخفَّة التي يسميها المصريون "الفهلوة".

ولقد صرح المحامى المسيحي ممدوح رمزي بأنه سيتخذ خطوات قانونية لمصادرة كتاب "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"؛ لأنه يستهدف تشويه صورة المعلم يعقوب.

وهكذا تتنازع صورة المعلم يعقوب ما بين الأبيض والأسود؛ فهو تارة خائن وعميل عند مجموعة من المؤرخين والكُتَّاب، وتارة أخرى بطل سياسي واقتصادي نادر عند نفرٍ آخرَ منهم.. مات بالحمَّى على السفينة التي حملت فلول الحملة الفرنسية على مصر، أو هو قتل بالسم من أعدائه حتى لا يتعاون مع الأجنبي. حرمته الكنيسة المصرية من التناول، لأنه خرج عن تعاليمها، ويطالب محامٍ مسيحي بمصادرة الكتاب لأنه يسيء للمسحيين.
وليس بوسع أي قارئ ـ منصف ـ للكتاب إلا الانزعاج من المحتقنين الذين يحجرون على حوادث التاريخ وينادون بمصادرة أي كتاب لم يُكتب على هواهم. إن الذين طالبوا بمصادرة الكتاب هم الذين يسيئون لتاريخ الكنيسة التي وقف رئيسها ضد أطماع المعلم يعقوب الذي انسلخ عن أمته والتحق بقوات الغزاة.

ومن ثم تأتي أهمية عرض الكتاب لكي يختلف معه من أراد عن بيِّنَة، ويدافع عنه من أراد عن بيَّنَه، بعيدًا عن سياسة تجريم التاريخ التي أصبح البعض ينتهجها لتخويف كل باحث عن الحقيقة.
وقد جاء الكتاب مكونًا من ثلاثة عشر عنوانًا وثمانية ملاحق، تناول الدكتور الصاوي من خلالها تلك الشخصية المثيرة للجدل.

في البداية يتحدث الباحث عن أقباط مصر، وأكد أنهم برعوا في  مصادرة الدفاتر وجباية الضرائب وكل ما له علاقة بتنظيم الحياة المادية لمصر في كل عصورها منذ دخلها الإسلام. وأنهم (أي الأقباط) احتفظوا بمكانتهم الوظيفية في عهد المماليك والأتراك، وعندما جاء الغزو الفرنسي لم يتغير من الأمر شيء. وعيَّن نابليون بونابرت المعلم جرجس الجوهري مسئولًا عامًا عن تحصيل الضرائب العقارية، وعهد إليه بتنظيم الموارد المالية للحكومة. ولقد شن المماليك (مسلمون) بقيادة مراد بك حربًا شعواء على قوات الحملة الفرنسية. وتحصَّنَ مراد بك في الصعيد، وواصل حربه ضد القوات الفرنسية.

إلا أنه أمام التفوق العسكري للفرنسيين والخيانات من جانب أمراء مماليك، مثل عثمان البرديسي وعثمان عسكر وحسين الكاشف الذين يتحالفون مع الفرنسيين، وأمثال يعقوب، يوقِّع مراد بك اتفاقية سلام وتحالفًا مع كليبر، وتقضي الاتفاقية بأن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية مقابل تمتُّعِهِ بخَراج إقليم جرجا، وعليه أن يتكفل بتموين القوات الفرنسية المرابطة في ميناء القصير، وأن يساعدها في حالة الاعتداء عليها.ولقد أتاح تحالف المماليك لكليبر فرصة القضاء على ثورة القاهرة الثانية (قادتها وجمهورها من المسلمين).
ويكتب الباحث عن المعلم يعقوب، فيرى أنه في حوالي العام 1745 ولد يعقوب حنا بمدينة ملوي، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم لما أتقن المحاسبة عمل في خدمة سليمان بك أغا (مسلم) ليضبط دفاتر حساباته، وقد جنى يعقوب من وراء عمله ثروة ضخمة.

وكان يعقوب قويَّ البِنْيَة، محبًّا للفروسية، وقد حارب في صف المماليك ضد قوات القبطان حسن باشا، التي كانت تحاول تثبيت حكم العثمانيين لمصر قبيل قدوم الغزو الفرنسي.

كما كان يعقوب مخالفًا لعادات قومه في الزي والنشاطات، ويكفى أنه اتخذ امرأة بطريقة غير شرعية، وقد نصحه بطريرك الأقباط بتحسين سلوكه ولكنه رفض النصيحة. وعندما وقع الغزو الفرنسي كان يعقوب رجلاً مكتمل الرجولة، في الثالثة والخمسين من عمره.. ملأ جلده طموح قاتل.. لم يعد يعقوب راضيًا بدور الثري أو جامع الضرائب أو المحاسب.. إنه يبحث عن دور يضعه حيث يرى نفسه.

ووجد يعقوب ضالته في الفرنسيين؛ فقدَّم نفسه إليهم (ألا يذكِّرنا هذا بفلان وفلان في العراق مثلا؟ الذين قدموا أنفسهم للأمريكان).

يعقوب الصعيدي، العارف بدروب بلاده، رافق الجنرال ديسيه ليخضع الصعيد للحكم الفرنسي الجديد. ووقع يعقوب في غرام ديسيه، ولذا بذل كل جهده لإنجاح حملة قمع الصعيد!!.

قام يعقوب بتأمين طرق مواصلات الحملة، ونظم الشئون الإدارية في الأقاليم التي تم إخضاعها، وعمل على التوفيق بين قديم القوانين وجديدها، ثم شارك بفاعلية في المعارك التي جرت بين المماليك والصعايدة من جانب، والفرنسيين من جانب آخر.

اشتبك يعقوب على رأس فصيلة من الفرسان الفرنسيين مع المماليك عند بلدة العتامنة بأسيوط، وأبلى بلاءً حسنًا في تلك المعركة حتى إن القائد الفرنسي قدم إليه سيفًا تذكاريًّا نُقشت عليه جملة "معركة عين القوصية 24ديسمبر 1798".

ولما غادر بونابرت مصر فجأة في الأول من أغسطس 1799 وتولى كليبر قيادة الحملة، عاد ديسيه من الصعيد برفقة يعقوب الذي قدَّم حتى ذلك الوقت خدمات جليلة للفرنسيين، ولكنه كان دائمًا يلعب لصالحه الشخصي. يقول الجنرال بليار في مذكراته عن يعقوب: ومع أنه كان يعمل لحسابنا فهو لم ينْسَ مصالحه الخاصة.

تحصَّن يعقوب في قلعته التي شيَّدها في الرويعي، وضم إليه معظم عساكر الزعيم المملوكي حسن بك الجداوي، ومنحه كليبر رتبة كولونيل، فبدأ يعقوب في تكوين فرقة قبطية مسلحة عرفت لاحقًا باسم الفيلق القبطي، وقام من ماله الخاص بتجهيز الفيلق بالتموين والسلاح. وكان الهدف من تكوين الفيلق هو مساعدة الفرنسيين.

كما شارك يعقوب ورجاله في تحصين القاهرة  من العثمانيين عندما حاولوا الاقتراب منها للمرة الثانية في عام 1801، وكان من أعوان يعقوب في قهر المصريين رجل يدعى مصطفى الطاراتي، وقد كافأ مينو، الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية بعد كليبر، المعلم يعقوب ومنحه رتبة جنرال.

غادر ديسيه مصر في عهد كليبر لينضم لبونابرت في حربه مع النمسويين، وقد قُتل ديسيه في معركة مارنجو، وحزن يعقوب على مقتل صديقه الشاب حزنًا عظيمًا، وكتب إلى الجنرال مينو يعرض عليه دفع ثلث تكاليف بناء النُّصُب التذكاري المزمع إقامته تخليدًا لذكرى الرجل الذي وهبه قلبه، حسب نص عبارة يعقوب. هنا لا يقطع المؤلف بشيء حول طبيعة علاقة يعقوب بديسيه، وإن كان يشير إلى تعلُّق الشيخ إسماعيل الخشاب بشاب من ضباط الجيش الفرنسي!!

لم يتوقف الأمر عند تحمُّل ثلث تكاليف إقامة النصب، بل تعدَّاه إلى مدح الفقيد بقصيدة غير عصماء، تتحدث عن شوق القلب إليه!!! وقد أوردها الباحث الدكتور الصاوي كاملة في الملاحق.

كلف يعقوب صديقه الأب رفائيل بكتابة مرثية شعرية في ديسيه، تعبِّر عن مشاعره تجاه صديقه، والقصيدة على ركاكتها كانت تسجيلاً لمشاعر وأحاسيس يعقوب نحو الضابط الشاب الذي عاش معه في الصعيد، وكان لا يفارقه!!

وبعد أن كتب الأب رفائيل مرثيته أرسلها يعقوب إلى باريس، ومن أبيات القصيدة التي قد تشير إلى طبيعة العلاقة بين يعقوب وديسيه :
ولم يزل بفكري مخلدًا أبدًا
حتى إلى خروج الروح من صدري
جُدْ عليَّ بلحظ العين مترأفًا
وانظر إليَّ بأسنا برقة النظر
فانظر إلى شعبنا وشقاء حالته
فغدت حياتنا لا تخلو من الكدر
لاحظ المصريين وكيف كانوا قديمًا
وعبيدًا غدوا الآن للرق واليسر
ومحبتنا للفرنسيس فلابد عنها
لأنهم اعتقونا من الأضرار والشر.

ولكن سرعان ما هوى صرح الخيال الذي شيده المعلم يعقوب، حيث كانت القوات العثمانية التي تريد استرداد مصر من قبضة الفرنسيين تتقدم باتجاه القاهرة في ذات الوقت الذي تقدمت فيه القوات الانجليزية باتجاه رشيد، فوقع مينو بين طرفي كماشة؛ فكان لابد من الانسحاب من مصر وإعلان فشل الحملة. ماذا يفعل يعقوب وكل الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الاحتلال؟

جمع يعقوب فَيْلَقَهُ وأراد السفر إلى فرنسا، ولكن نساء وأولاد الجنود تشبثوا بالبقاء في مصر، من ناحيتهم أراد العثمانيون استمالة الشعب إليهم فأصدروا مرسومًا يقضى بالعفو العام عن كل الذين تعاونوا مع الفرنسيين، وقالوا نصًا: "كل واحد من أهالي مصر المحروسة من كل ملة كانت، الذي يريد أن يسافر مع الفرنساوية يكون مطلوق الإرادة، وبعد سفره لا تصادَر أملاكُه، ولا أحد من أهالي مصر يكون قَلِقًا من قِبل نفسه ولا من قبل متاعه. جميع الذين كانوا بخدمة الجمهور الفرنسي بمدة إقامة الجمهور بمصر".

هذا العفو لم يفلح في حالة يعقوب ويوسف الحموي وعبد العال الأغا قائد قوات الأنكشارية الذي طلَّق زوجته وباع متاعه وسافر مع الفرنسيين (ليس الأقباط هم الذين تعاونوا فقط).. أخيرًا جاءت ساعة الحقيقة، وصعد يعقوب إلى الفرقاطة الإنجليزية بالاس، وهي السفينة نفسها التي أقلَّت الجنرال بليار وعددًا من جنوده عائدين خائبين إلى فرنسا. وهنا يبدأ الفصل الأخير من مغامرات يعقوب مع تيودور لاسكاريس الذي ولد في عام 1774لأسرة من نبلاء إيطاليا، وانخرط وشقيق له في سلك فرسان القديس يوحنا بجزيرة مالطة، التي غزاها نابليون وهو في طريقه لمصر وانتزعها من أيديهم. صحب تيودور لاسكاريس نابليون إلى مصر، وقد جاء في مراسلات نابليون أن الأخوين لاسكاريس كانا مصابَيْن بلون من الهوس وشذوذ الأهواء، وخاصة تيودور الذي وصل الأمر به إلى حد الجنون؛ لأنه كان صاحب عقل مغرِق في الخيال، وقد قال لاسكاريس لقائد الحملة مينو: إن القدر يهيئ لكل إنسان في هذا العالم الطريق الذي يسلكه، وكثيرًا ما أرتفع بنفسي فوق عالم الواقع لكي أخطط لمشروعاتي، وأترك لخيالي أن يذلل كل ما قد يعترضها من عقبات.

على متن السفينة الإنجليزية كان القبطان يميز المعلم يعقوب بنوع خاص من المعاملة، وهو الأمر الذي جعل يعقوب يقول للقبطان: إنني عندما أعتمد في تحقيق غايتي على الفرنسيين لم أكن أدرك قوة الإنجليز، أما الآن فقد خدعنا الفرنسيون، وأصبح الشعب المصري يحتقرهم كما يحتقر الأتراك «تلقف لاسكاريس هذه المغازلة وتدخل عقله صاحب المشروعات العجيبة وقال للقبطان: إن الجنرال يعقوب إنما يسافر على رأس وفد مصري اختاره أعيان البلاد ليفاوض الحكومات الأوربية المعنية في موضوع استقلال مصر». هذا الخيال الجامع يصبح للأسف هو الدليل الوحيد على المساعي التي بذلها يعقوب في سبيل استقلال مصر عن الحكم التركي!
لاسكاريس كان يمارس هوايته في إطلاق المشروعات غير القابلة للتحقيق، أما يعقوب فقد كان يكذب، إذ لم يكن ممثلاً للمصريين، ولم يكن على رأس وفد المطالبة بالاستقلال. يعقوب لم يكن سوى باحث عن مصلحة خاصة تمكِّنه من الزعامة الشخصية، وسامح الله الدكتور لويس عوض الذي تلقَّف هذه القصة وجعل من خلالها يعقوب بطلاً من أبطال الاستقلال.

وعندما كانت السفينة بالاس لاتزال في عَرض البحر أصيب يعقوب بالحمَّى، ما لبث أن اشتد عليه المرض ومات في عرض البحر في 16 أغسطس 1801، وكانت آخر كلماته وهو يحتضر للجنرال بليار أن يُدفن مع صديقه ديسيه في قبر واحد.

ولم يُلق قبطان السفينة بجثة يعقوب إلى البحر كالمعتاد في مثل هذه الحالة، بل استمع إلى رجاء من معه، فاحتفظ بالجثة في دن من الخمر حتى وصلت السفينة إلى مارسيليا، وهناك تم دفنها، ليُسدل الستار على الفصل الأخير في حياة يعقوب. ويختتم الدكتور الصاوي كتابه الهام بقوله: إن مصر أفاقت بعد سنوات الحملة الفرنسية لتشُقَّ طريقَها بمسلميها وأقباطها نحو التقدم والنماء، ولتُبهر العالم بثورة 1919 التي اعتنق فيها الهلال والصليب في وحدة لم يسبق لها أو يلحق بها نظير، كما قدم كتابه أيضًا بإشارة إلى أنه لا فرق أمام الحقيقة والتاريخ بين مسلم ومسيحي.

والآن بعد هذا العرض لأبرز ما جاء في كتاب الدكتور أحمد حسين الصاوي، هل لنا أن نسأل: أين هي تلك الطائفية التي أغضبت البعض من إعادة نشر الكتاب؟

لقد ذكر الدكتور الصاوي كل ما يتعلق بالذين تعاونوا، بل وتحالفوا مع الاحتلال، ولم يفرِّق بين مسلم ومسيحي، وشن حملة قوية ضد خيانة مراد بك الذي تمتع هو وقومه بخيرات مصر، ثم تحالفوا مع الغازي؛ لأنهم دائمًا وأبدا كانوا ينظرون إلى مصالحهم الشخصية بعيدًا عن مصلحة البلاد التي نعموا بخيراتها.

علامَ إذنْ هذه الزوبعة السخيفة بشأن كتاب يمثل ـ إجمالاً ـ وجهة نظر هامة؟.




انشر لتعم الفائد
Share:

الاثنين، 20 يوليو 2015

نشأة ستاد الإسكندرية



ولدت فكرة تشييد الاستاد في ذهن اليوناني أنغلو بولاناكي، وكان يعمل مندوبا لمصر باللجنة الأوليمبية الدولية عام 1910، عقب مشاركة مصر في دورة أثينا 1906 ودورة استكهولم الأوليمبية بالسويد عام 1912. اقترح بناء استاد في المدينة التي ولد بها، حتى يمكن تنظيم دورة ألعاب أوليمبية بها، وقدم مذكرة لرئيس مجلس بلدية الإسكندرية في ذاك الوقت، حيث طلب فيها تخصيص قطعة أرض لتشييد استاد رياضي عليها بعد توفير الأموال اللازمة. وبالفعل تمت الموافقة على تلك الفكرة وخُصصت أرض ملك للبلدية مقابل إيجار بمنطقة الشاطبي، وكان موقع الاستاد في مقر نادي الاتحاد السكندري حاليا، وحقق بولاناكي حلمه وبدأ في تنظيم المباريات والمسابقات الرياضية والحفلات بغرض جمع التبرعات لتشييد استاد رياضي ضخم في الفترة من 1910 وذلك حتى عام 1924. وكانت أرض ملعب الشاطبي أول ملعب يرفع عليه العلم الأوليمبي لأول مرة في العالم بحلقاته الخمس عام 1913م رمزا لقارات العالم، والذي ابتكره بيير دي كوبرتان باعث الألعاب الأوليمبية الحديثة ورئيس اللجنة الأوليمبية الدولية في تلك الفترة. وتم رفع العلم بعد ذلك في دورة «آنتويرب» ببلجيكا عام 1920م، حيث توقفت الأوليمبياد بسبب الحرب العالمية الأولى.
وظل بولاناكي يطرح أفكاره على الأعيان وكبار المسؤولين بالإسكندرية لتشييد ملاعب كالتي توجد في اليونان والسويد، وبالفعل شكلت لجنة من أغنياء الإسكندرية ونبلائها من مصريين وأجانب تحت رعاية الملك فؤاد الأول، ملك مصر في تلك الفترة، والذي تحمس للفكرة بشدة، وعقدت اللجنة 55 اجتماعا ما بين 1925 وحتى 1929 م، ووقع الاختيار على المكان الحالي للاستاد في الحي اللاتيني الراقي القريب من حديقة الشلالات والمجاور لحي كوم الدكة الشعبي.
وبدأ بولاناكي في جمع المزيد من التبرعات ونجح في أخذ تبرعات من الملك فؤاد، والأمير عمر طوسون، والعديد من كبار التجار في الإسكندرية، وكلف المهندس المعماري الروسي و.نيكوسوف، الذي أبدع في إكسابه الطراز الروماني القديم بنمط حديث مراعيا احتواء بقايا أجزاء من أسوار الإسكندرية الإسلامية.
والطريف أن مشاركة الإسكندرية في الاوليمبياد بدأت منذ الدورة الأوليمبية الأولى عام 1896، حيث كانت أول مشاركة بالمال، وكان ذلك حينما تبرع تاجر القطن السكندري اليوناني الأصل جورج آفيروف والذي كان يعيش بالإسكندرية بمبلغ مليون درخمة (حوالي 5000 جنيه إسترليني) بهدف تجديد ملعب أثينا، ولولا هذا التبرع بتلك الأموال المصرية لما نظِمت الدورة الأولى ولما عرفت الدنيا الألعاب الأوليمبية الحديثة، لأن الأحوال المالية للحكومة اليونانية كانت شديدة التواضع في تلك الفترة بالمقارنة بمصر. فكان الاعتماد على أبناء الجاليات اليونانية في الخارج، وعلى رأسها الجالية اليونانية في الإسكندرية التي كانت تضم أهم التجار في العالم.
ويقول المعماري الدكتور خالد محمود هيبه، مؤلف كتاب «الخطط السكندرية»، إنه في أعقاب إعداد التصميمات طرح مشروع الاستاد في مناقصة عامة بعد نفاد أموال اللجنة، فتوصلت اللجنة لفكرة جمع الأموال بتنظيمها لمسابقة ياناصيب، وأقبل السكندريون على «الياناصيب» وبيع ما قيمته 60 ألف جنيه مصري، صرف منها 20 ألفا كجوائز ووجه الباقي في عملية البناء. ومضت اللجنة في بناء الملعب حتى سلمته، وأطلق عليه ملعب «فؤاد الأول»، مشيرا إلى أن تكاليف إنشاء الاستاد بلغت حوالي 132 ألف جنيه، ويتسع لـ20 ألف متفرج، على مساحة حوالي 80 ألف متر مربع.
وفي نوفمبر عام 1929م حضر الملك فؤاد الأول افتتاح استاد الإسكندرية الذي تميز بالفخامة وبحضور آلاف المتفرجين، كانت مباراة افتتاح الاستاد بين ناديي الاتحاد السكندري ونادي القاهرة، ليفوز الاتحاد بهدف مقابل لا شيء وليحصد كأس الافتتاح.
وشهد الاستاد تنظيم أول دورة ألعاب للبحر المتوسط عام 1951م، وأجريت عليه العديد من التعديلات كإنشاء حمام السباحة الأوليمبي ومبنى صالة الألعاب المغطاة، وتمت إنارة الملعب لأول مرة بأعمدة الإنارة الكاشفة، كما تم تقسيم مدرجاته لأربعة أقسام تتوسطها المقصورة الملكية واستراحتها، وكانت تضم الصالون الملكي الخاص بالملك وكان مخصصا لاستقبال أفراد العائلة الملكية، وهي مزخرفة بأروع الزخارف وبها صالون على الطراز الفرنسي. كان الاستاد في البداية يحتوي على ملعب لكرة القدم وملعب للتنس ولكرة السلة ومضمار لألعاب القوى وساحة لمختلف الألعاب الرياضية، وأضيفت له 
حاليا غرفتان لتبديل الملابس، وبه أنفاق أرضية توصل اللاعبين للملعب العشبي، وبه غرف للحكام، وللكشف عن المنشطات، وأماكن مجهزة لاستقبال الإعلاميين والمراسلين الصحفيين لمتابعة المباريات، ومقصورات مخصصة للمعلقين الرياضيي


انشر لتعم الفائد
Share:

الاخوان المسلمين وكارثة المفعول به !



منذ نشأتها وحتى الان تجد جماعة الاخوان مفعول به وليس الفاعل وفي بعض الاحيان تكون المجرور نفسه.
دائما وابدا ينحصر دورها على انتظار نتائج ما سيحدث حولها ولا تحاول ابدا ان تتبني روح المبادرة وان تتبني موقف الفاعل حتى ولو على سبيل التجربة.

تاريخ جماعة الاخوان الحافل بالاحداث المثيرة والتي غالبا ما تكون في غير صالحها خير دليل على ذلك.
وبنظرة سريعة على الماضي الذي نحتاجه لتأكيد ما نعيشه تجد الاخوان هي من حولت انقلاب 23 يوليو 1952 الى ثورة شعبية وذلك بعد الانضمام له (وليس المبادرة به) لتقف بعدها موقف المستكين المنتظر عطف عبد الناصر ليكون لها دور في ادارة البلاد, ثم يأتي رد عبد الناصر الاكثر عنفا والغير متوقع بسحق الجماعة واغلب اهم كوادرها في مذبحة الستينيات.

لتقف الجماعة ايضا نفس الموقف الغير مفهوم والغير مبرر من الاستكانة حتى يأتي السادات ويستعين بهم للوقوف في وجه الشيوعية التي كانت قد تفشت في البلاد في عهده (مفعول به مرة اخرى) ولا يدم هذ الوضع كثيرا حتى يأتي مبارك ليقوم بالتنكيل بهم وبالشعب كله كرد فعل على احداث المنصة التي تم الصاقها بهم ايضا.
وكالعادة رد فعل الاخوان .. صفر كصفر المونديال ان لم يكن بالسالب.
والان قفزة الى الاحداث الحالية .. تجد ثورة يناير (التي لم تكن صنيعة الاخوان) لينضموا اليها بالرغم من ان حجمهم وقوتهم كانت تؤهلهم ليس فقط لقيادتها ولكن كان من الاولى ان يكونوا هم الداعين لها ولكن كالعادة هم مفعول به بل وكانوا (مجرورين) في هذه الحالة.

فترة هدنة مع العسكر في 2011 ينتظرون خلالها عقد صفقات او بيصغة افضل يمكن ان نقول تفهمات ولا يتم اخذ روح المبادرة لفعل اي شيء وكان كل شيء يدار من خلال العسكر.

يأتي مرسي رئيسا للجمهورية وننتظر منهم القيام بشيء وان قاموا فيكون رد فعلهم انتظار رد فعل الاخر والذي كان كثيرا ما يؤدي الى تراجعهم في قراراتهم (فعل مكسور)

وبعد الانقلاب عليهم نجدهم ايضا لا رد فعل ولا حياة لمن تنادي بل انتظار لعطف المتجمع الدولي وانتظار لرد فعل دولة كذا او دولة كذا .. اقصى امانيهم ان يخرج صحفي لم نسمع عنه قبل ذلك في اي صحيفة عربية ويقول ان ما حدث في مصر انقلاب لتشتعل صفحاتهم بنشوة النصر !!
ثم يعولون آملا على دولة كذا التي لن تستضيف السيسي ويصفقون لذلك كنصر كبير.. ثم يتم استقبال السيسي من هذه الدولة ثم ينتظرون رد فعل اي صحيفة داخلية تدين هذه الزيارة ليكون احد اهم انتصاراتهم !
ينتظرون تحالفا جديدا بين السعودية وقطر .. او السعودية وتركيا او ينتظرون تغيير في الخريطة السياسية للمنطقه عل وعسى ان يكون ذلك في صالحهم .. ولا يسعون مرة لتغيير الواقع بأيديهم.

اسبانيا تصفع السيسي .. بريطانيا تركل السيسي .. السويد ترفس السيسي واخرى تهدد بإعتقاله !! هذا اقصى ما يتباهون به وهذا لب الكارثة

الى متى سيظل الاخوان في موقف المفعول به المجرور المكسور !! ومتي سيتحولون الى موقف الفاعل ؟!
متى سيتخلى الاخوان عن دور رد الفعل ومتي سيكونوا هم الفعل.

لا اعتقد ولا اصدق ان جماعة بهذا الوزن وهذا الثقل السياسي والدولي اقصي ما يمكن ان تفعلة هو سطر ادانة من كبار كوادرها بالخارج على احد صفحات الفيس بوك .. لا استطيع ان اصدق ان اقصى ما يمكن فعله هو مجموعة قنوات فاشلة لا تسمن ولا تغني من جوع يمكن لأي شاب صناعة افضل منها على يوتيوب.
الوضع الحالي لجماعة الاخوان والذي لا يريد ان يعترف به الكثيرين هو وضع كارثي يفوق وضعهم ايام ناصر الاف المرات. ان اقصى ما فعله ناصر هو التنكيل ببعض كوادر الاخوان واعتقال (البعض) من شبابها والتنكيل بهم.

اما ما حدث الان يمكن ان نقول انه ضربة بالفعل قاتله للاخوان .. فقد تم تصفية الكثر من القاعدة الشعبية للاخوان تصفية فعليه بالقتل سواء في ميدان رابعة او النهضة هذا بخلاف كم الاعتقلات الرهيب والذي يعد سابقة تاريخيه لم تحدث في مصر قبل ذلك.

كوارد الاخوان بالكامل (بالكامل) تم القبض عليها وذلك بسبب فترة رئاسة مرسي (القصيرة) والتي كانت سبب ظهور كافة الخلايا النائمة للاخوان في كل مؤسسات الدولة. حيث انهم كشفوا عن انفسهم خلال فترة الحكم وتعرف عليهم الجميع.

وهكذا ليتم سحق ما قامت الاخوان بزراعته في الخمسون عاما الماضية في ايام معدودة .. ويالها من ضربة تكاد تجعلك تظن ان ثورة يناير لم تكن من الاصل ضد مبارك ولكن كانت تمهيد للقضاء على الاخوان الذين تفشى دورهم المجتمعي في كل شيء وكل مؤسسات الدولة وكان لابد من ضربه ساحقة واستثنائية في الكم والكيف تقضى على التشعب الخطير لهذه الجماعة والذي اصبح واضحا عجز الدولة عن مواجهته بالطرق المعروفة.

لنكن صادقين فالضربة الاخيرة بالفعل قاسمه ومؤثرة وتداعياتها لا يمكن التغلب عليها الا بعد عقود وذلك كله بسبب هذا الموقف الغريب والمريب لهذه الجماعة منذ نشاتها موقف (المفعول به) المنتظر دائما لنتائج ما يحدث حوله ليكون له دور.

ولن ينتصر الاخوان ولن تتبدل مواقفهم الا بعد ان يتخلوا عن دور رد الفعل ليكونوا هم الفعل نفسه.

انشر لتعم الفائد
Share:

الخميس، 16 يوليو 2015

تأسيس شركة او فتح مشروع صغير في تركيا



 اتكلمنا في المقالة السابقة عن فرص العمل للشباب في تركيا.

في المقالة دي هانتكلم عن كيفية وخطوات تأسيس شركة او مشروع في تركيا والتكاليف المرتبطه بعملية التأسيس او الانشاء فقط .. يعني مش عن تاكليف المشروع نفسه واللي بتختلف من مشروع لآخر حسب نوعه وحسب المنطقة اللي هيقام فيها المشروع.

اولا الجنسية المصرية أحد الجنسيات التي يحق لها تملك العقار في تركيا، وحسب القانون التركي يمكنك بتأسيس شركه باسمك .
و لا يشترط أن يكون معك شريك تركي أو غيره،بما معناه يمكنك القيام بمفردك أو مع أفراد أسرتك تسجيل الشركة.

ومن خلال الشركة يمكنك تملك أي عقار تريد وتصبح الشركة التركية التي أسستها شخصية اعتبارية تركية تتملك العقار،ويحق لك أيضا ممارسة أي نشاط تجاري أو صناعي أو زراعي بدون شرط أو قيد .

تأسيس الشركة يستغرق يومين وتحصل على الرقم الضريبي والسجل التجاري ويمكنك بعدها فتح حساب بنكي

الاوراق والمستندات المطلوبة لتأسيس شركة في تركيا:

1. نسخة من جواز السفر مترجمة الى اللغة التركية ومصدقة من كاتب العدل النوتر.
2. الرقم الضريبي (vergi numarası) الذي يمكن استخراجه بكل سهولة من أقرب مركز ضرائب في منطقتك.
خطوات تأسيس الشركة:
1. إعداد الوثائق والاستمارات وتصديق نظام تأسيس الشركة من قبل كاتب العدل.
2. إيداع 25 ٪ من قيمة رأس المال في البنك.
3. تسجيل الشركة في مكتب السجل التجاري ومكتب غرفة التجارة.
4. تقديم النسخة الأصلية بالإضافة الى نسختين مصدقتين من النظام الأساسي للشركة لمكتب السجل التجاري في غضون 15 يوما من تاريخ التوثيق والتصديق من كاتب العدل الـنوتر.
5. بالنسبة للشركات محدودة المسؤولية يجب أن تكون متوافقة مع المادة 279 من القانون التجاري التركي.

عنوان الشركة يجب ذكره صراحة وبشكل واضح في نظام التأسيس كما يجب الانتباه إلى أن نظام تأسيس الشركة سوف ينشر علناً في جريدة السجل التجاري الرسمية.

حالما تتأسس الشركة في مكتب السجل التجاري، يجب تسجيل الشركة في مكتب الضرائب المحلية حيث يتم استلام الشهادة الضريبية، والتي يجب أن يتم عرضها ووضعها بشكل واضح في مكان العمل.
بعدها يقوم موظف الضرائب المحلية بزيارة مكتبك أو متجرك في غضون بضعة أيام للتحقق من المعلومات المذكورة ومن الشهادة الضريبية.

سوف يقوم مكتب التسجيل التجاري بتبليغ وزارة العمل والضمان الاجتماعي عن تأسيس الشركة وبالتالي يجب أن يتم تسجيل جميع العاملين وموظفي الشركة بما فيها المدراء في هذه الوزارة "التأمينات الاجتماعية".

جميع الأوراق الرسمية للشركة يجب أن تصدق وتوثق عند كاتب العدل النوتر في نفس يوم تسجيل الشركة.

التأمين: يعتبر التأمين الاجتماعي والتقاعدي إجباري في تركيا لكل العاملين في الشركات سواء للمدراء أو للموظفين ويجب على الشركة دفع أقساط التأمين بشكل دوري عن كل موظف أو عامل في الشركة حيث تبلغ قيمة التأمين حوالي 265 ليرة تركية شهرياً.

يجب على محاسب شركتك أن يرتب ويجهز كافة الأوراق والمستندات الرسمية، وفي حال عدم سداد مبالغ التأمين لأي سبب من الأسباب فسوف يتوجب عليك دفع كافة المبالغ المستحقة السابقة من أول يوم لتأسيس الشركة (تاريخ إضافتك كمدير أو موظف في الشركة)، كما يجب ضبط الحسابات وكشوف المرتبات الشهرية، لا تنس تجهيز عقد الإيجار والتعاقد مع محاسب موثوق لتسيير الأمور المالية للشركة.

في المقالة القادمة هانتكلم عن انواع وتكاليف المشروعات اللي ممكن تتعمل في تركيا
وهايبقي في مقالة تاني خاصة بكافة المواقع اللي ممكن يتعمل منها بحث عن الاعمال او نوعية الاعمال اللي ممكن الشباب يشتغلوا فيها وكيفية التقدم لها قبل السفر


انشر لتعم الفائد
Share:

المزيد حول المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية